Admin Admin
المساهمات : 228 تاريخ التسجيل : 25/05/2008
| موضوع: جـحا وفـن الحـيلة والسـخرية الإثنين يونيو 02, 2008 1:12 pm | |
| بسم الله الرحمان الرحيم يعد المأثور الجحوي من الروافد المهمة التي مثلت الخلفية الثقافية والقناع المجازي للكتابة المسرحية في المغرب حيث نوع به المسرحيون المغاربة دلالات التوظيف للمأثور الجحوي بنوادره وغرائبه وقصصه التي صاغتها المخيلة العربية فأبدعوا فيه حين أعطوا الدلالات الممكنة والمستحيلة لكل مصادرها المعرفية والتاريخية والاجتماعية والفنية لهذا المأثور الذي صار به المجتمع الشعبي يخزن في وعيه ولاوعيه مايقدمه الحاكي الشعبي وسارده من قصص في شكل فرجات تلقائية صاغها عبقري مجهول صار به جحا في هذه الروافد يحتل وجودا واقعيا في ظلال ماوعته ذاكرة التاريخ العربي والشعب واحتفظت به مايقارب ألف عام رغم ان هذه النوادر الجحوية لقائل مجهول قلان نعرف له مكانا محددا وزمانا مضبوطا, لن مسحة الجمال الفاضحة وجرأتها الكاشفة في مغامرات جحا وزمانا وحيله في نقد لحظة أو لحظات مستمدة من اليومي والمعيش كانت تطرح دوما ودهة نظر محملة بخطاب تجريدي, لامكاني يصلح لكل زمان ومكان. لأنه خطاب يقدم مفهوما محددا للسخرية التي هي نقطة البدء الحقيقية في كتابة وصوغ هذه النوادر التي تداعب غموض الواقع ,وتقتفي مراحل تشكله التاريخي. تنتمي هذه النوادر الى الواقعي والى المتخيل, لكنها حين تنتقل الى مجال الدراما تصير دراما مكتوبة بخصوصيات المسرح كنص للكتابة وكنص للعرض, وهو ماجعل المسرحيين المغاربة يقبلون على هذه النوادر لتكوين النص المسرحي الساخر من الواقع بحيل جحا التي تبني خطابها على اللعب, وعلى النقد الفاضح لأسباب الخلل في المجتمع بمسرحيات وجد فيها هؤلاء المسرحيون أنها فضاء رحب وفسيح لهذه النوادر التي يمكن ان تلامس الحركات المادية للتاريخ العربي المغربي المعاصر.
| |
|