منتدى الثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الثقافة

السلام عليكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفكر والعنف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 228
تاريخ التسجيل : 25/05/2008

الفكر والعنف Empty
مُساهمةموضوع: الفكر والعنف   الفكر والعنف Icon_minitimeالجمعة مايو 30, 2008 9:06 pm

بسم الله الرحمان الرحيم
إشكالية العنف في التيار الإسلامي

تشهد منطقة
الخليج العربي صحوة إسلامية كبرى، وتنامي في التوجه الديني، والحرص على
التمسك بأهداب الشريعة الإسلامية بين جميع فئات المجتمع وأعمارهم
ومستوياتهم المادية والوظيفية، بالرغم من موجة الانفتاح الإعلامي ودخول
زمن الفضاء المفتوح والبث التلفزيوني المباشر، ووجود عشرات القنوات
الفضائية التي تبث الخلاعة والميوعة فإن التدين في تزايد، والإقبال على
المساجد أصبح واضحًا بشكل أكبر، والإقبال على رحلات الحج والعمرة على مدار
العام بشكل ملحوظ، وزيادة الإقبال على المواد الإعلامية التي تبثّ القرآن
الكريم والمحاضرات والأناشيد الإسلامية.. الخ، مما يؤكد على النجاح الكبير
للدعوة الإسلامية في منطقة الخليج، خاصة وأن المجتمعات الخليجية هي
مجتمعات محافظة، ودعوة الإسلام تتوافق مع طبيعة المجتمع الخليجي المحافظ.
إلا
أن من المؤسف أننا نصطدم بين الحين والآخر، بما يعكر صفوة الدعوة
الإسلامية، وبمن يريد أن يتعسف الأمور، ويقطع الطريق على ركب الدعوة
الإسلامية الصاعد، فيقوم باستخدام القوة والعنف داخل المجتمعات الإسلامية
بشكل عشوائي عن طريق بعض المتعجلين، والذين لا يؤمنون بالصبر والحكمة ولا
بمشاورة العلماء والعقلاء والحكماء، فتؤدي هذه الأعمال الغوغائية البائسة
إلى إعطاء السلطات السياسية التي تريد بالإسلاميين شرًا الدليل المادي
لاستباحة حرماتهم وتقتيلهم وتشريدهم؛ فهؤلاء أعظم عونًا للسلطات الجائرة
بل إن كثيرًا من هذه السلطات تفتعل هي أحيانًا مثل هذه الأعمال وتنسبها
إلى الجماعات الإسلامية، كما حصل في حادث المنشية في عهد جمال عبد الناصر،
فيكون هناك مبرر لاستئصال النبت الإسلامي الجديد، ولا تزال الأذهان تستذكر
كم جرّت أعمال العنف في سوريا والجزائر ومصر من مصائب للدعوة الإسلامية،
وأدّت إلى تراجعها، وكانت حجة للسلطات السياسية هناك لملاحقة الناشطين
الإسلاميين ووقف أنشطة الدعوة بحجّة تصفية منابع التطرف والإرهاب؟!
إن
الآلام التي عاشها إخواننا في البلاد الإسلامية المذكورة، والمحنة التي
مروا بها من جراء استعجال بعض المحسوبين على التيار الإسلامي، وبطش
الأنظمة بالدعاة المؤيدين للعنف وحتى من المناهضين لـه، هذه الآلام لا
تذهب سُدى بل هي التي ترشدنا إلى الطريق الصواب، وتدعونا إلى الاستفادة من
التجارب السابقة.
إن التجارب السابقة للتيار الإسلامي مع العنف أكدت
على أن المصادمة مع الحكومات تمثل خطرًا كبيرًا وخطأً فادحًا؛ فهذه
الحكومات تملك المال والسلاح والقوة والإعلام، وليس هناك قوة تستطيع أن
تواجه هذه الأمور، وبهذا تكون الدعوة التي تواجه الحكومات تقضي على نفسها
بنفسها؛ فليس من الشجاعة أن ترى أسدًا وتعبث بذيله فليس تلك بشجاعة بل
تهور.
إن الموقف الحكيم تجاه الحكام في الدول الإسلامية أن ندعوهم
وننصحهم، وقد أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمراتب الإنكار فقال:
"من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع
فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" ولم يأمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن
نقتل أنفسنا، ولنا الحق أن نُقتل بشرف، وأما أن تقتل النفس نفسها، فهذه
عملية انتحارية، ليست بجهاد، فالجهاد ما شرعه الله، وعندما أخبر النبي
-صلى الله عليه وسلم- "أن الحكام سيغيرون ويبدلون"، فقال الصحابة: أفلا
نقاتلهم، قال لهم: "لا ما أقاموا الصلاة".
إن ما نطلبه اليوم من الشباب
الملتزم المتحمس لنصرة دين الله أن يجعل لعقله سيطرة على تفكيره قبل أن
يندفع، دون أن يفقد الحماس، لقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "نصرني
الشباب" ولذا فإن شباب كل أمة هم عدتها في حاضرها وفي مستقبلها، ولكن لا
نريد من الشباب أن يتهوروا فإن ضرر التهور أكثر من نفعه!
ولو أن
الشباب جادّ في تطبيق الشريعة، فعليه بدلاً من يلقى بيده للتهلكة ويصطدم
مع القوة المعادية التي تفوقه بمراحل، ويا ليتها قوة داخلية ولكنها قوة
داخلية وخارجية، فعليه أن يحكّم العقل ويهتمّ بنشر الدعوة ويضم كل شاب جعل
من نفسه مسلمًا صحيحًا. فلن تمضي عشر سنوات أو نحوها حتى يكون هذا الشباب
هو الذي يتولى أجهزة الحكم في البلد الذي يقيم فيه، فإذا كان على رأس
الجيش مسلم تقي ينفذ أوامر الله، والقضاء المالية والتجارة والاجتماع،
والتعليم إذا كان على رأس كل جهاز من هذه الأجهزة مسلم فقد انتهى الأمر.
فهو الذي سيدير وسيصل إلى ما يبتغي دون أن يخاطر بمن معه من إخوانه
الدعاة.
نقطة مضيئة:
إن الطريق الطويل، وفي السير على هذا
الطريق.. يملّ من يملّ، ويسقط من يسقط، ويتراجع من يتراجع، ويتعجّل من
يتعجّل، وييأس من ييأس.. وتبقي حفنة مؤمنة تصبر لأمر ربها، وتصبر لمشقة
الطريق حتى تصل إلى "غايتها" جعلنا الله منهم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bomb.yoo7.com
 
الفكر والعنف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الثقافة :: ملفات ساخنة-
انتقل الى: