منتدى الثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الثقافة

السلام عليكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشيخ عباس مدني في حوار للبيان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 228
تاريخ التسجيل : 25/05/2008

الشيخ عباس مدني في حوار للبيان Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ عباس مدني في حوار للبيان   الشيخ عباس مدني في حوار للبيان Icon_minitimeالجمعة مايو 30, 2008 8:52 pm

بسم الله الرحمان الرحيم


البيان: هناك من الناس من يذكر أن
أحد مفاتيح حل الأزمة الجزائرية هو موقف الشيخ علي بن حاج؟



إن شاء الله نعم.


البيان: فهل الشيخ علي على وجه
التحديد موافق على هذه المبادرة ومتبنيها في داخل الجزائر؟



والله! هذا يُستحسن أن
يوجه للشيخ علي بن حاج، أما علمه بها فأكيد، ورأيه عليها أكيد، تبقت الإجابة، ما
دام حراً وما دام حياً يرزق ـ زاده الله إن شاء الله حياة وصحة وعافية ـ؛ فالأحسن
أن يُوجّه إليه السؤال.



البيان: كيف نظرت المؤسسة
العسكرية في الجزائر إلى هذه المبادرة؛ هل ظهر شيء من التجاوب أو ردود الفعل في
المؤسسة العسكرية أو في المؤسسات السياسية في الجزائر؟



الحقيقة في البداية هناك
تعبير بالاستعداد للتجاوب مع المبادرة إلى أيام بل إلى شهور بعد خروجي من الجزائر،
والورقة عندما أُعدّت بشكلها شبه النهائي، وإن كانت هي ما زالت تقبل التغيير
والتطوير حتى تكون محل إجماع إن شاء الله، أُرسلت إليهم عن طريقهم، ولكن ـ مع الأسف
ونحن لا نلومهم ـ قد أنكروا وصولها وجحدوا اطلاعهم عليها، وبالتالي ما لم يعلنوا
رأيهم للاتفاق كما سبق أن وعدوا؛ فلا داعي لتحميلهم ما لا يتحملون، فهم مسؤولون.




والظاهر أن السلطة بقيت
مهتمة فقط بالانتخابات، والحقيقة هنا يقف العاقل وبوسعه أن يتبين الأمور؛ إذا كانت
البلاد منذ 21 عاماً وهي غارقة في الدماء، يُقدَّم حلٌّ على هذا المستوى من
الشمولية والوضوح والنداء؛ بدءاً بتوقيف القتال وسائر أمور العنف بما في ذلك عنف
السلطة، ثم السلطة لم ترد عليه بشيء إلا التركيز على الانتخابات فقط؛ ألا ترى أن في
هذا دلالة على أن همّ السلطة ليس هو إيقاف القتال، أن همها ليس إيقاف النزيف
الدموي، أن همها ليس وضع حد لهذه المآسي المريرة التي يعيشها الشعب الجزائري في
كافة أجزاء القطر الجزائري، إذا كان همها في هذا الأمر لا شيء؛ ألا يكفي هذا دلالة
على أن أمر السلطة ما زال لم يتغير، ما زالت على حالها تريد بقاء الحال على حاله!



البيان: لكن بعض اللائكيين من
المفكرين والصحفيين يقولون إن هذه المبادرة تفتقر إلى جدية، وإنما هي ورقة انتخابية
جاءت في هذا التوقيت من أجل أن تدعم الحركة الإسلامية في العام الانتخابي القادم؟



هذا بعيد عن الواقع، أولاً
نعتبر أي انشغال عن هذا الأمر بأي شيء آخر كالانتخابات ما هو إلا موقف منحرف يطمح
دائماً إلى إبقاء الحال على حاله لكي تبقى دار لقمان على حالها، وهذا هو الناتج عن
الانتخابات، ليس هو التغيير، هل هذه الانتخابات هي التي ستضع حداً لهذه المآسي؟
الجواب لا، ما دام لا؛ إذاً ما مبرر هذه الانتخابات وهي تُجرى في حالة الطوارئ، وهي
تُجرى والشعب يعاني، الحقيقة الأمور واضحة، لم ندع لحزب ولا لشخص من هؤلاء الذين
نعتبرهم بكل صراحة إن تورطوا في أمر الانتخاب أبعد ما يكون عن الصواب المفضي إلى
وضع نهاية لهذه المحنة، ومن أجل إخراج البلاد من هذه الأزمة الحادة التي صارت تهدد
كل مكاسب الشعب الجزائري بالضياع.



البيان: لكن لو أن السلطة لم
تستجب لهذه المبادرة كما يبدو في هذه الأيام؛ هل ما زلتم مصرين على الدعوة إلى وقف
إطلاق النار من طرف واحد، يعني هل أنتم مصرون على دعوة الشباب إلى وقف أعمال العنف
في هذه المرحلة؟



الحقيقة المسألة كلية،
وجّهنا المبادرة لجميع الشعب الجزائري بما فيه السلطة وما فيه الأحزاب وما فيه
الإخوة في الجبال، ولا يمكن أبداً أن نرى أن المسلك الجزئي يفيد في هذا الأمر، نحن
لا نستطيع أن نحمل الناس ما لا يتحملون، فإذا كانت السلطة ما زالت تتابعهم، وإذا
كانت ما زالت تحمل السلاح وهي تغطي أوسع رقعة في البلاد جبالاً وسهولاً شمالاً
وجنوباً شرقاً وغرباً كافة التراب الوطني، الآن السلطة هي التي تقوم بكل أعمال
العنف حتى ضد الجندرمه وضد العسكر أنفسهم، إذاً فالمسؤولية واضحة؛ من جهة هي على
الدولة بل على السلطة حتى نكون أكثر دقة، ثم على الشعب الجزائري، الآن الشعب
الجزائري هو المطالب بأن يضع حداً لهذه المأساة، وهو مسؤول أمام الله، ثم مسؤول
أمام التاريخ، مسؤول أمام أجياله المقبلة، وبلاده صارت في خطر، يهددها الاستعمار
مرة أخرى، إذاً على الشعب الجزائري أن يقف الموقف المطلوب كما هو معهود ومعروف في
التاريخ.



البيان: لكن هل يظن فضيلتكم بأن
السلطة حينما تنتهي في الأزمة الانتخابية سوف تلتفت من جديد إلى هذه المبادرة؟



أخي! السلطة ما ركبت صهوة
جواد الانتخابات إلا لكي يبقى الحال على حاله، وبالتالي لا يُرجى من السلطة خير
أبداً، إلا ما شاء الله.



البيان: إذاً على من تعولون في
هذه المبادرة؟



على الله، ثم على الشعب
الجزائري المعني بالأمر، السلطة الآن في وضعية الميؤوس منها، ونسأل الله أن يكون
العكس، {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111]، فالباب
مفتوح، باب الخير لن يُغلق أبداً لا للسلطة ولا لغيرها.



البيان: لكن إذا لم تتجاوب السلطة
مع هذه المبادرة ستبقى هذه المبادرة مجرد رأي من الآراء التي تطرح ثم يقف الأمر عند
هذا الحد؛ أليس كذلك؟



لا يا أخي الكريم!
المبادرة ليست رأياً، المبادرة حل، كالدواء إذا ثبت المرض وعُلم بحقيقته وحيثياته
وعُرف دواؤه؛ أصبح الأمر منتهياً أراد المريض أن يُشفى أو لا، أراد الطبيب أن
يعالجه ليُشفى أو لا، هذه أمور تبقى للمستقبل، هكذا رفضت فرنسا استقلال الجزائر،
وهكذا قاومت فرنسا فكرة استقلال الجزائر طيلة أكثر من أربعين عاماً ثم انتهى الأمر
في النهاية إلى أن اعترفت بالجزائر، فجحود الذي لا يريد للشمس الظهور لا يمنع الشمس
من الظهور، هذا الشعب له حقه في البقاء، حقه في الوجود، وحقه في السلم، وحقه في
الأمن، وحقه في الحضارة وحقه في الرسالة، وحقه في الكرامة، لا يمكن بحال أن يهضم ما
دام له طالب، ما ضاع حق وراءه مطالب، كما قال الصديق رضي الله ـ تعالى ـ عنه.



البيان: ننتقل حفظكم الله إلى
العملية الانتخابية، الآن الجزائر مقبلة على مسار ديمقراطي جديد؛ فهل ما زلتم
مؤمنين بالعملية الانتخابية في داخل الجزائر؟



والله! قلتم مسار ديمقراطي
جديد، المسار الديمقراطي أوقف ولو ترك على الشرعية لحلت المشكلة، إذاً الإشكالية هي
هنا أن السلطة لا تريد أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية تساعد على إرجاع القرار
السياسي والاقتصادي والاجتماعي للشعب الجزائري، هي تريد أن تحتفظ به هي ومن يستفيد
منه في الخارج، وهذا هو عمق الإشكالية، السلطة لا تريد أن يسترجع الشعب الجزائري
قراره السياسي وقراره الاجتماعي وقراره الاقتصادي كي يتصرف في أمره، السلطة تريد أن
يبقى الشعب الجزائري مستقلاً شكلياً ولكنه مستعمر حقيقياً، هذا الذي سعت إليه وما
زالت تسعى إليه ما استطاعت، لكن إلى متى؟ إلى متى يدوم هذا الظلم؟ إلى متى يدوم هذا
الجور؟ إلى متى يقبل الشعب الجزائري استمرار هذا الوضع؟ هذه هي الأسئلة الجادة التي
يمكن أن تُطرح، وهي مطروحة إن لم تكن بلسان المقال مطروحة بلسان الحال.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bomb.yoo7.com
 
الشيخ عباس مدني في حوار للبيان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الثقافة :: ملفات ساخنة-
انتقل الى: